“بيت الأحلام” في غزة.. أثاث مستعمل أو “ستوك” ثم للبيع

“بيت الأحلام” في غزة.. أثاث مستعمل أو “ستوك” ثم للبيع

Rayan
2019-08-17T21:42:38+03:00
مجتمع غزة
Rayan17 أغسطس 2019

غزة تايم – “لقد ابتسم الحظ لي عندما تعرفت على شابٍ ينوي السفر هو وزوجته وطفلته ويريد بيع عفش بيته (الأثاث) بالكامل، توجهت إليه مباشرة وبعد مفاصلة قصيرة تمكنت من شراء كامل العفش بمبلغٍ متواضعٍ استلفته من أصدقائي” يقول نهاد أحمد من حي تل الهوا غرب مدينة غزة، واصفًا نهاية المعضلة التي لازمته إلى ما قبل أسابيع فقط من موعد زفافه.

ويضيف العريس الذي بلغ لتوه الثلاثين: “لم أجد أي معارضة من قبل خطيبتي أو أنسبائي لشرائي أثاثًا مستعملاً، بل على العكس تمامًا، فكل من شاهد الأثاث من أهلي أثنى عليه وشجعني على هذه الخطوة”.

الشاب أحمد خالد (29 عامًا) من مخيم البريج لم يكن محظوظًا بذات القدر، فقد مضى على زواجه عامٌ ونصف، غير أن شقته التي تبلغ مساحتها 120 مترًا لا تزال بحاجة إلى المزيد من قطع الأثاث. يقول: “قبل زواجي اشتريت أثاث غرفة النوم، ولم يكن بمقدرتي شراء شيء آخر”.

ويتابع، “بعد الزواج كانت زوجتي تطالبني بشراء طقم كنب، كنت أعدها بذلك دون تطبيق، وعلى مدار الأيام تفاجأت بها تدخر مبلغًا من المال لم يكن يكفي لشراء طقم جديد إلى حين أن صادفت إعلانًا على الفيس بوك وجدت فيه مرادنا”.

كان الإعلان منشورًا على صفحة خاصة ببيع الأثاث المستعمل، “طقم كنب أمريكي.. جديد وخالي مشاكل.. البيع بسبب السفر”. تواصل خالد مع صاحب الإعلان، وبعد معاينة الطقم قرر شراءه بمبلغ 800 شيكل، في الواقع هو ثلث سعر الطقم الجديد.

تضج مواقع التواصل الاجتماعي بإعلانات بيع قطع الأثاث المستعمل، فيما تنتشر إعلاناتٌ مماثلةٌ على كثير من الجدران في مدينة غزة، وعلى الرغم من ذلك، إلا أن الكثير من المواطنين يفضلون الإعلان عن بيع هذه القطع بأنفسهم بعيدًا عن التجار للحصول على عائد جيد.

شارع الصحابة الواقع قريبًا من وسط مدينة غزة، ويطلق عليه “شارع الغلابا”، بات ملجأ لكثير من الغزيين الباحثين عن قطع الأثاث المستعمل، إذ أن عشرات المعارض تنتشر على طرفي ذلك الشارع الممتدة لمسافة 2 كم تقريبًا.

على أريكةٍ مزركشةٍ وضعها أمام باب معرضه، كان فادي المشهراوي (30 عامًا) يجلس منتظرًا قدوم أحد الزبائن عندما التقيناه، حيث أكد أن الكثير من زبائنه الذين يُقبلون على شراء الأثاث المستعمل “عرسان”، نظرًا للأوضاع الصعبة، عدا عن أن جودة الأثاث القديم أفضل بكثير من الأثاث التجاري “الستوك”.

ويضيف، “الشهر الماضي ركبت طقمي نوم مستعملين لعريسين أحدهما في بيت لاهيا والآخر في حي الزيتون”، موضحًا أن الشبان “العرسان” الذين يزورون معرضه لا يبحثون عن شراء أي قطع أثاث، باستثناء غرف النوم، لأنهم في الغالب يعيشون في غرفة في بيت العائلة.

ويشتكي المشهراوي من ظهور أطقم نوم جديدة في السوق ذات جودة رديئة جدًا، تبيعها بعض الجمعيات بأسعار تتراوح ما بين 800 لـ 1000 شيكل، مضيفًا، “بعض العرسان تغريه كلمة طقم جديد فيفضله على شراء طقم مستعمل خاصة مع تقارب الثمن، إلا أنه يتفاجأ بعد عدة أشهر أن الطقم مكسر وبحاجة لإعادة تأهيل”.

وإلى جوار معرض المشهراوي، كان الشاب مهند الميناوي (25 عامًا) يقف أمام معرض والده الذي يمتلك مجموعة من معارض الأثاث المستعمل. مهند أرجع إقدام بعض المواطنين على بيع أثاث منازلهم -كما أخبره زبائنهم- إلى سببين: أولهما السفر، وثانيهما الحاجة الملحة لسداد الدين وخوفًا من السجن.

وكشف مهند عن تلقيه لكثير من عروض شراء أثاث منازل كاملة ينوي أصحابها السفر، يقول: “قبل أسبوع واحد اشتريت أثاث منزل جاري الذي سافر هو أولاده وزوجته بعدما تمكن من الحصول على عقد عمل في الخارج”.

ويضيف، “في بعض الأحيان لا نتوافق مع صاحب البيت على السعر المطلوب، وفي اليوم التالي نتفاجأ بعرض الأثاث عبر مواقع التواصل التي سلبت منّا 70% من عمليات الشراء والبيع”.

تتراوح أسعار أطقم غرف النوم المستعملة -وفق مهند- ما بين 700 إلى 1000 شيكل، وتماثلها في السعر بعض الأطقم الجديدة رديئة الجودة “الستوك”، فيما تتجاوز أسعار الأطقم الجيدة 3 آلاف شيكل.

وكان رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي حسن الجوجو، كشف مطلع هذا العام عن وجود تراجع في نسبة الزواج عام 2018، مبينًا أن قطاع غزة يمر بمرحلةٍ أسماها “العنوسة المركبة”، أي عزوف صنف من الشباب في سن 30 عامًا وما فوق عن الزواج بسبب إفرازات الواقع الاقتصادي الصعب، وعزوفٍ عن الزواج بين الإناث أيضًا، حيث قلّت حالات الزواج 1675 حالة في عام 2018 عن العام الذي سبقه.

المصدر: ألترا فلسطين

الزواج بغزة.. المهر في العقد مقبوض وعلى الواقع “لمـّا تُفرجْ”

رابط مختصر
Rayan

صحافية فلسطينية من غزة، أعمل حالياً مدير التحرير لدى غزة تايم.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.