الزواج بغزة.. المهر في العقد مقبوض وعلى الواقع “لمـّا تُفرجْ”

الزواج بغزة.. المهر في العقد مقبوض وعلى الواقع “لمـّا تُفرجْ”

Rayan
2019-08-09T12:19:52+03:00
مجتمع غزة
Rayan9 أغسطس 2019

غزة تايم – وقفت شروق تسترِقُ السمع لما يدور في جلسة رجالٍ داخل منزلها مساءً، ثم بعد ساعةٍ ونصف شابهما الشدّ واللين، بارك الحضور اتفاق الزواج، فيما انتاب شروق حزنٌ شديدٌ وصل حدَّ البكاء الشديد، حين علمت أن مهرها المّعجل سيُدفع على دفعاتٍ خلال فترة خطوبتها.

بآياتٍ من القرآن الكريم وأحاديث نبوية استطاع والد شروق إقناعها بأن ترضى بقسمتها “لأن حالة عريسها المادية متدنية”، وأن الألفي دينار “المهر المتفق عليها” ستُدفع قبل موعد الفرح كما وعدوه.

في اليوم التالي التقى الطرفان في المحكمة لـ”كتب الكتاب”، سأل القاضي -خلال اطلاعه على العقد- “وليّ أمر” شروق: “هل استلمت الألفين دينار؟”، أجاب: نعم، وهي “كذبة بيضاء” اضطر لها لأنه أخذ من الطرف الآخر “كلمة راجل”.

“الباقي لما ربنا يفرجها” التي أُجبِر على قبولها والد شروق من منطلق ما يُسميه “سترة ابنته” -أي تزويجها-، وأُرغِم على طلبها العريس لظروفه الصعبة، هي عنوانٌ لظاهرة تقسيط مهور الكثير من العرائس بغزة، التي يعيش معظم سكانها مستويات معيشية متدنية وتتفشى البطالة بين ثُلثي شبابها.

مرّ عامان على خطبة شروق وحسونة عبيد (23 عامًا) من حي الشجاعية شرق مدينة غزة، قبضَت فيهما العروس 1200 دينار فقط من مهرها، رغم أن زواجها لم يتبق له سوى بضعة أيام.

قالت شروق التي ستُزف بعد عيد الأضحى المبارك بأربعة أيام: “كنت أتمنى أن أستلم مهري كأي عروس لأجهّز براحتي، لكنّي راعيت ظروف خطيبي (..) أهلي أقنعوني أن من فرّج على مسلم فرّج الله عنه، ووضع أهلي ليس أفضل من حال خطيبي الذي يهمني فيه أنه خلوق وشاريني”.

وأضافت، “قسّمت الـ1200 دينار بدقة حتى لا ينقصني شيء من جهازي، لن أكثر من الذهب حتى يكون أمامي متسعًا لشراء الملابس والكماليات والمكياج وما شابه، وبالفعل حتى الآن استطعتُ أن أشتري معظم احتياجاتي”.

تعتبر شروق هذه “البركة” في مهرها القليل بأنها “نتيجة لقناعتها ورضاها بقسمتها” كما قالت.

عن باقي المهر قالت: “لا لن يدفع الـ800 دينار حاليًا، مراعاة للظروف قبِل والدي بأن نحدد موعد الزفاف دون استكمال دفعه، وحتى يتفرغ خطيبي لتكاليف الفرح”.

والد العريس، الخمسيني رفيق عبيد، كان صريحًا في حديثه معنا حينما قال: “المهر قليل ولا يكفي، فأنا أضع بنت الناس مقام ابنتي، لكن الظروف علينا وعليهم، وابني يعمل في الطوبار ودخله بسيط جدًا مثله مثل كثير من الشباب”.

“قد يدفع حسونة باقي المهر بعد الزواج وسيعمل ما بوسعه ليعوضها”، الأمور الآن كلها تسير نحو إتمام زفافهما على خير بعد العيد، وسط رضى وتوافق، وهي النهاية التي لم تتحقق في علاقاتٍ أخرى تسبب تقسيط المهر بشرخها وفسخ العقد.

عايدة أبو ضاهر (21 عامًا) من مدينة غزة، اتفق أهلها وأهل خطيبها -وهو ابن عمها- على أن يتم دفع مهرها (3 آلاف دينار) بعد عقد القران على دفعتين أو ثلاثة، إلا أنها لم تتسلم أي دفعة.

قالت عايدة: “قالوا لأهلي إنهم سيدفعون المهر شوية شوية يعني تقسيط، وصراحةً أنا لم أرض لأنني شعرت بأنه استخفاف بحقي، لكن اضطررت”.

بدأ التسويف من طرف الخاطب ،”صرتُ كل شهر ألحُ عليه وكأنني أتسول المهر، كان يعمل له دخلاً معقولاً لكنه كان يصرف على بيت أهله، وأكملت سنة خطوبة ولم أستلم دينارًا واحدًا”.

وقع أهل عايدة في ذات الخطأ حينما أقرّ أمام القاضي بأنه استلم صَداق ابنته، وكاد يقع في مأزقٍ كبيرٍ حينما قررت هي أن تفسخ عقد قرانها.

قالت: “بسبب طلبي للمهر تجرعت المرار من معاملة سيئةٍ وتجاهلٍ وتلكك، بالنهاية طلبت منه ألا يزورني إلا وبيده المهر وهنا زاد سوء المعاملة، وأصبحت تصرفاته غير مقبولة فقررت أني لا أريده”.

“واصِلْ ألف، وألف آخر قبل الزواج و500 دينار بعده”. اتفاقٌ شفويٌ على مهر العروس إيمان الدريملي بشهادة شاهديْن، قالت عنه والدتها: “قالوا إن الولد أول فرحتهم وتكاليف الزواج كثيرة، ونحن لم تفرق معنا كثيرًا، قلنا لأن كل ما ستشتريه في المهر سيعود إلى بيت زوجها”.

المصدر: ألترا فلسطين

كلمات دليلية
رابط مختصر
Rayan

صحافية فلسطينية من غزة، أعمل حالياً مدير التحرير لدى غزة تايم.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.